لو قدر الله لي في يوم من الأيام أن أصبح أبا فانا أتمني من كل قلبي أن أنجب ذكرا وسأسهر طول التسعة أشهر – مدة حمل زوجتي – ادعوا الله أن لا تلد أنثي , لا يتعلق الأمر بحقد شخصي مني علي جنس النساء ولا احتقار لهن كل ما هنالك إني لا استطيع تحمل أن اجلب لهذا العالم مخلوقا بريئا ليتعذب طول حياته بجريمة لم يرتكبها أو قل خطيئة ووصمة عار سيحملها هذا المخلوق ما قدر الله له أن يعيش . منذ خطواته الأولي في هذه الدنيا يدرك هذا المخلوق انه مختلف من قائمة الأوامر والنواهي الطويلة التي تقنص براءته وتحرمه من الاستمتاع بطفولته الذي ينعم بها المخلوق الآخر فقط لأنه ذكر وليس لأي أسباب آخري ومع مرور الأيام تتضح الأمور أكثر وتزيد القيود يوما بعد يوم قيوم علي اللبس .. علي طريقة المشي .. علي أسلوب الحديث وحتى علي طريقة الأكل إلي أخره ولو سأل هذه المخلوق يوما عن سر هذه المعاملة الخاصة سيجد الإجابة البديهية : لأنك أنثي ... هكذا فقط وكأن ( أنثي ) هذه الكلمة السحرية التي تفسر كل شيء وتتيح للآخرين حرمان هذا المخلوق من ابسط حقوقه الإنسانية التي ينعم بها الآخرين أو كأنها جريمة ارتكبها هو فصار ( أنثي ) لباقي حياته